Wednesday, February 12, 2014

قصة عائلتي – عبد الله بارك الكوري

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
يجب علي أن أخبركم بقصة عائلتي لأنني أتلقى العديد من الأسئلة حول ذلك فمنذ إسلامي هناك نفس السؤال يوجه إلي من المسلمين و هو : " ماذا عن ردة فعل والديك حول إسلامك؟" أما الكوريين فهم يتسائلون عن كيفية إسلامي لأنه ليس هناك العديد من المسلمين في كوريا و يسألونني ايضا عن مدى تأثير إسلامي على والداي و أنا أخبرهم دوما عن كيفية إسلامي لأن هذا سوف يساعدهم و يساعد المسلمين ليحبوا الإسلام بصورة أكبر أما السؤال الآخر عن كيفية ردة فعل والداي حول إسلامي فهو من أكثر الأسئلة التي توجه إلي و تشعرني أحيانا بالحزن لأن هذا السؤال يطرح علي من المسلمين. أنا أدرك بأن غير المسلمين يعتقدون دائما أن الإسلام يمثل الإرهاب و اضطهاد للمرأة فمن المفترض أن نفكر عن كيفية تغيير هذه النظرة إلى الإسلام فإعتناق الإسلام ليس بجريمة بل هو شئ يدعو للفخر لذا يتوجب علينا ألا نهتم عن ردة فعل الأصدقاء أو الوالدين بل عن كيفية نشر الإسلام للعالم أجمع و كيف نحيا كمسلمين صالحين.
أنا أعلم أنه عندما يعتنق المرء الإسلام دائما ما يوجه له هذا السؤال و كيف يواجه الصعوبات من والديه كطرده من المنزل بسبب إسلامه فإذا علمتم ما يحدث حقا ما كان عليكم أن تسألوه لأنكم لو طرحتموه على من أسلم حديثا فسوف يسبب ذلك له جرحا كبيرا و تخيل لو أنك أعتنقت الإسلام حديثا و واجهت العديد من الصعاب مع عائلتك ثم يسألك الناس نفس السؤال مرات و مرات سوف يجعلك ذلك تتذكر قصتك الحزينة و سوف تشعر بصعوبة الحياة إذا كان ايمانه ضعيفا.
إذا قابلت مسلمين جدد قل لهم مرحبا بكم في دين الله الحق و اشعروا بالفخر لذلك و افعلوا ما بوسعكم لتصبحوا مسلمين صالحين فالمسلمين الجدد قد واجهوا حتما العديد من الصعاب كهجر الأصدقاء و الأقارب و فقد الوظائف و صعوبة الحياة في مجتمع غير مسلم لذلك لا تجعلهم يشعرون بالحزن بل رحب بهم و أشعرهم بالأمان و بذلك سوف يعتنق غيرهم الإسلام دون قلق فهم مسلمين و علينا الإعتناء بهم و دعمهم لأن الإسلام هو الدين الحق من الله و الطريق الوحيد للجنة لذلك علينا أن نشعر بالسعادة و أن نتحلى بالصبر و القيام بما يتوجب علينا في سبيل الله.
أما بالنسبة لي فليس لدي أية مشكلة في أخباركم فأنا أقوم بالدعوة و لا أريد أن يشعر الناس بالقلق قبل إسلامي أو بعد إعتناقي الإسلام و أنا أقدم النصيحة لمن يوجه هذا السؤال بكثرة لأن غيري يشعر بالحزن عند الإجابة عليه أما وضعي فكان مختلفا فلم أواجه صعوبات بعد إسلامي لأنني واجهت العديد منها قبل ذلك فكان جسدي ضعيفا و صغيرا و لدي مشكلات في معدتي و تطلق والداي عندما كنت في السنة الأولى من تعليمي الثانوي و عشت وحيدا في مهجع الطلاب و عملت في سن مبكرة لأتمكن من العيش و لقد كنت مسيحيا متدينا و لكنني شاهدت كيف أن المسيحية دمرت عائلتي بل كل الناس في المجتمع و الدولة و زرت العديد من الكنائس و لكنني لم أتمكن من العثور على الإجابة الصحيحة لأسئلتي بل واجهت المزيد من الحيرة و هذا ما سبب لي المزيد من الشقاء ليس فقط لأنني عشت وحيدا دون عائلة بل لأنني فقدت الإيمان و لم أعد متأكدا من هو الإله الحق و ما هو الطريق الحق.أين الحقيقة ؟ أين العدل ؟ أين الحق ؟ أين الله ؟ فالناس يواجهون صعوبات و يصبحون أشرارا و لا هداية لهم لذلك إلى أين نحن ذاهبون ؟ فكنت دائما ما أحاول العثور على الإجابة و لم أعثر عليها بنفسي أو بمساعدة الناس بل عندما بحثت عن الحقيقة هداني الله للطريق الحق و لقد كنت اعلم أن الإسلام هو دين الإيمان بالله و لكن لم يكن هناك أية معلومات عنه في كوريا لذلك توجهت للمكتبات و قرأت العديد من الكتب و بعد معرفتي من هو الله و من هو النبي أعتنقت الإسلام و الحمد لله.
و الآن نحو السؤال الذي يسأله العديد من الناس عن ردة فعل والداي حول إسلامي فبعد إعتناقي الإسلام قررت العمل بالدعوة لأنه الدين الحق و الطريق الوحيد لحل مشكلات الناس لذلك توجب علي أن أدعو والداي قبل الآخرين في كوريا و لقد دعوت والدي و قلت له : " هناك العديد من المشكلات في المجتمع حتى في الكنائس و الناس يحبون المال و القوة فقط و لا يتبعون المسيح بطريقة صحيحة فعلينا اتباع تعاليم الله و عبادة الله وحده" و عندما قلت له ذلك قال لي يبدو أنك أصبحت مؤمنا صالحا و أنا فخور بك و لكن عندما أخبرته بأنني تعلمت ذلك من الإسلام قال لي و لماذا الإسلام يجب عليك ألا تصبح مسلما فوالدي مسيحيا متدينا و لديه حكم خاطئ عن الإسلام كباقي الناس و لكن لم يسبب لي ذلك أية مشكلة لأنني قد عثرت على الطريق الصحيح و هو ما يهم في هذه الحياة.
و لقد دعوت والدتي و شقيقتي و لكن لم تبديا اهتماما فقد قلقتا على حياتي فقط و لقد حاولت اخبارهن عن الإسلام و تقربت منهن كثيرا و لم أقلق حول ردة فعل الناس أو ماذا سيقول والداي حتى لو ابتعدوا عني أو هجرني الأصدقاء أو فقدت وظيفتي أو ظنوا بأنني أصبحت ارهابيا فكل ذلك لا يسبب أية مشكلة لأن الإسلام هو الطريق الصحيح و لأن الله يرعانا و لكن ما يقلقني حقا و يجعلني حزينا بأن عدم إسلامهم سوف يجعلهم يدخلون جهنم فلم أقلق بأن يغضب مني والداي بسبب إسلامي و لكنني أقلق على حالهم في الآخرة .
.هذه قصة ردة فعل والداي التي دائما ما ينتابكم الفضول حولها فهم لديهم حكم خاطئ عن الإسلام و يشعرون بالقلق حول كيفية العيش في هذه الحياة و لكن الإسلام هو أهم ما في هذه الحياة و ليس هاما معرفة كيف أصبحت مسلما يقول الله تعالى في القرآن : " وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا 31 : 15 " لذلك ليس هناك أية مشكلة إذا أخترت الإسلام و أعتنقته و بعد دعوة والداي قمت بالدعوة للكوريين فهم لديهم ايضا حكم خاطئ عن الإسلام و علينا ارشادهم للحقيقة فعندما أدعو إلى الإسلام لن يتمكن أحد من إنكار الحقيقة بل يؤمنون بأن هذه هي الحقيقة و لكنهم يخشون من ردة فعل الناس و لكن علينا ألا نقلق لأن الهداية من الله فهو يهدي من أراد له الهداية.
و لقد غادرت إلى دولة عربية لتعلم اللغة العربية و الإسلام لأن القرآن و الحديث مكتوبان بالعربية فعلينا تعلم اللغة العربية لنفهمهما و أيضا أنا بحاجة للمزيد من العلم من أجل الدعوة و حتى بعد وصولي إلى أرض الإسلام أقوم بالدعوة للكوريين من خلال الإنترنت و أعددت موقعا و أتحدث مع الكوريين لدعوتهم للإسلام و دعوت والدتي و والدي للإسلام بالحسنى و أحاول أن أكون ابنا صالحا لهما حتى و لو كانا كافرين. والدي مسيحي متدين و كبير في السن و لكنه لا يريد أن يصبح مسلما و أتمنى أن يستمع إلي و أن أساعده لأنه مريضا جدا. أما والدتي فرغم انها لا تستمع إلي فأنا أدعوها الى الإسلام و أتصل بها كل أسبوع لأنني أعلم بأنها وحيدة دون زواج و تفتقدني كثيرا و أحاول أن أصبح ولدا طيبا لها لتتبعني يوما و لقد نطقت الشهادة عندما كنت معها و اقتنعت بأن الله واحد و علينا عبادته وحده و قبلت بأن تتبع الإسلام و لا تذهب إلى الكنيسة مرة أخرى و أنا أعلم بأن هذا أمرا صعبا للغاية بالنسبة لها كباقي الكوريين فإذا لم تذهب إلى الكنيسة فسوف تفقد العديد من الأصدقاء و تصبح كغريبة عن مجتمعها فليس هناك مساجد أو مراكز إسلامية فإذا كان هناك مجتمعا إسلاميا لوجدت المساعدة و لكنها الآن وحيدة و لقد أخبرتني : " أنا أشعر بالوحدة لذلك سأذهب إلى الكنيسة " لذلك قلت لها : " إذا لم يكن هناك مساجد فيمكننا عبادة الله وحده في أي مكان لذلك عليكِ ألا تذهبي للكنيسة لأن الشرك اثم عظيم فعليك فعل ذلك أولا و سأحاول أن أذهب إليك في أقرب وقت ممكن أنا أريد دراسة الإسلام و القيام بالدعوة و لكنني علي أن أبذل قصارى جهدي نحوك أولا لأنني قرأت في العديد من الأحاديث بأن الرسول عليه الصلاة و السلام يقول بأن بر الوالدين من أهم الأشياء و هو أهم من الجهاد فأنا لا أخشى ردة فعل الناس بل أخشى الله فقط و أنا قلق بأن يحاسبني الله على عدم الإعتناء بوالداي فوالدتي الآن تتبعني أكثر من السابق و تريد أن تقيم معي و أن تتبع الإسلام الحمد لله.
سوف تستغرق دراستي وقتا طويلا فعلي تعلم العربية أولا ثم تعلم الإسلام باللغة العربية و سوف يستغرق تخرجي من الجامعة وقتا طويلا و لكن بر الوالدين أمر ضروري في الإسلام فلا أستطيع ترك والداي و لكنني أحتاج إلى العلم من أجل الدعوة لذلك أخبرت والدتي بأن تنتظرني حتى أتعلم اللغة العربية و بعدها سوف أغادر دولة عربية لأقيم معها . أنا لا أريد التوقف عن الدراسة لأنني يجب أن أقوم بالدعوة للكوريين و حتى إن ذهبت لبلد آخر لتعلم الإسلام سوف يكون الأمر صعبا لي و لوالدتي لأنني لا أملك المال فأنا مجرد طالب للعلم.
كما أخبرت والدتي أنا أستطيع التوقف عن الدراسة و أتخلى عن أحلامي من أجل والدتي لأن الله أمرنا ببر الوالدين الذي هو أكثر أهمية من الجهاد كما أخبرنا الحديث بذلك و لكنني بحاجة لتعلم الإسلام و بحاجة للعلم من أجل الدعوة لذلك سوف أقيم بأرض الإسلام لتعلم العربية والإسلام ثم الذهاب بعدها لكوريا و أحضر والدتي لتقيم معي إن شاء الله. أنا أشعر حقا بالأسف تجاه والدتي لأنها سوف تضطر لإنتظاري لمدة سنوات و لكن الله يعلم بنيتي فأنا أريد القيام بكل ما هو صالح في هذه الحياة و سأحاول بذل قصارى جهدي لأجد حلا و سوف أدرس بجد و أذهب إلى كوريا لأجعلها سعيدة و أساعدها لتعبد الله جيدا و سأنشر الإسلام في كوريا إن شاء الله . أسأل الله أن يغفر ذنوبي و أخطائي و أن يحفظنا و أن يهدي كل أسرتي و كل الكوريين و العالم أجمع للإسلام آمين يا رب العالمين.
عبد الله بارك الكوري
www.islamkorea.net

No comments:

Post a Comment